أحـــ الملائكــــــــة ــــلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحـــ الملائكــــــــة ــــلام

a { cursor: url(http://patmax.info/curseurs/fee2.cur) ; }
 
التسجيلالرئيسيةأحدث الصوردخول

 

 الإشتراكية والإسلام.. التاريخ هل يعيد نفسه؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يـــــزن نعمان
مشرف قسم " فكــــــــــــــر "
يـــــزن نعمان


ذكر
عدد الرسائل : 2
العمر : 33
العمل/الترفيه : باحث عن الحقيقة
المزاج : ثائر
تاريخ التسجيل : 10/01/2008

الإشتراكية والإسلام.. التاريخ هل يعيد نفسه؟ Empty
مُساهمةموضوع: الإشتراكية والإسلام.. التاريخ هل يعيد نفسه؟   الإشتراكية والإسلام.. التاريخ هل يعيد نفسه؟ I_icon_minitimeالخميس يناير 10, 2008 9:56 am

الإشتراكية والإسلام.. التاريخ هل يعيد نفسه؟
د. حسن حنفي
مفكر مصري
ازدهر موضوع "الاشتراكية والإسلام" في أدبيات الستينات بعد قوانين يوليو الاشتراكية في 1962، والميثاق الوطني في 1963 بعد الانفصال عن سورية وانتهاء أكبر تجربة وحدوية في العصر الحديث، الجمهورية العربية المتحدة 1958-1961. وقد ولي العصر الجميل بما يقرب من نصف قرن. وقد نشأت الأدبيات بعد هجوم النظم المحافظة في السعودية واليمن علي الاشتراكية بوصفها شيوعية تقوم علي الإلحاد والكفر والصراع الطبقي الدموي. فاضطر مفكرو الناصرية لاستعمال السلاح نفسه، الدين، دفاعا عن الاشتراكية. فالمال مال الله، ومال الله هو مال الشعب. والعمل مصدر القيمة بدليل تحريم الربا. والقطاع العام هو الماء والكلأ والنار والملح في الحديث المشهور. ويحرم الإسلام اكتناز رأس المال. فالملكية استخلاف. للمالك حق الانتفاع والاستثمار والتصرف وليس له حق الاستغلال والاحتكار والاكتناز. والعدالة الاجتماعية أكثر من الزكاة. فليس من الأمة من بات شبعانا وجاره طاوٍ. وعجبت لرجل لا يجد قوت يومه ولا يخرج للناس شاهرا سيفه.
وبعد انقلاب الثورة إلي ثورة مضادة في السبعينات، في الجمهورية الثانية انقلبت هذه الأدبيات رأسا علي عقب، من تسويغ الاشتراكية والقطاع العام إلي تسويغ الرأسمالية والانفتاح والقطاع الخاص. فالإسلام مع التجارة الشرعية، والربح الحلال. بل إن العلاقة بين الإنسان والله تم تصويرها علي أنها تجارة ولكنها لا تبور. وإذا قضيت الصلاة يوم الجمعة فالسعي في أرض الله. وصاحب ذلك أيضا الانقلاب علي القضية الفلسطينية، من المقاومة إلي الاعتراف، ومن النضال إلي الصلح، ومن النزال إلي التفاوض، وفي كلتا الحالتين كانت المبادرة من السلطان. هو الذي يقرر، والجوقة تسوغ. وتحولت المعركة إلي صراع علي السلطة في الداخل، داخل قطر عربي، وفي الخارج بين الأنظمة العربية المختلفة، التقدمية في مواجهة المحافظة. وشاركتنا في ذلك أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. فقد كان العرب بؤرة العالم الثالث، ورواد حركات التحرر الوطني في القارات الثلاث.
والتاريخ يعيد نفسه. وتبرز حركات تحرر اجتماعي جديد في مواجهة الموجة الثانية للاستعمار في أشكال متعددة للهيمنة مثل العولمة، والسوق، والخصخصة، وحرية التجارة العالمية أو العدوان العسكري المباشر، وخرق ميثاق الأمم المتحدة في حق الدول في الاستقلال الوطني، وعدم جواز عدوان دولة علي أخري. فتم احتلال العراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين، كل فلسطين. هذا بالإضافة إلي تهديد سورية وإيران والسودان ولبنان من أجل حصار مصر في الشمال والجنوب، في الشرق وفي الغرب بالعدوان علي ليبيا في 1986 وإجبارها علي الانقلاب علي خياراتها الوطنية والقومية الأولي. وساعد علي ذلك نهاية عصر الاستقطاب، وبداية نظام القطب الواحد، وغياب الحليف الاشتراكي الشرقي في مواجهة العدوان الغربي، وضعف حركة عدم الانحياز وعدم تطويرها في نظام العالم الجديد، وانحسار المد القومي العربي لصالح القطرية والطائفية والعرقية.
ومنذ بداية سيطرة المحافظة الجديدة، والمسيحية الصهيونية علي البيت الأبيض، وغرور الرأسمالية بعد سقوط النظم الاشتراكية الشمولية من أوروبا الشرقية حتي الاتحاد السوفيتي نفسه والجمهوريات الاشتراكية في أواسط آسيا، بدأ تكوين الإمبراطورية الأمريكية الجديدة، زاحفة من الغرب إلي الشرق عبر الأطلنطي إلي أوروبا، ومن الغرب إلي الشرق مرة ثانية عبر الأورال إلي آسيا. وكذا إمبراطورية إسرائيل الكبري التي لم تعد لها حدود أرضية أو جوية إلا في إيران وباكستان وأواسط آسيا حتي الصين شرقا وأفريقيا جنوبا وأوروبا وأمريكا عبر الأطلنطي غربا حتي أصبح مركز العالم كله. بدأ العداء لأمريكا في الوطن العربي والعالم الإسلامي وفي أمريكا اللاتينية ليضع حدا لموجات الانتشار الأمريكي حول العالم ضد الهيمنة والاستغلال ودرءا للعدوان العسكري، ومظاهر العولمة والاستقطاب الجديد بين المركز والأطراف. وقد بدأ المد الأمريكي في الانحسار من شدة المقاومة وانتخاب نظم ديموقراطية حرة معادية للولايات المتحدة الأمريكية وغزوها وتهديداتها، وقسمتها العالم إلي الأخيار والأشرار. فالمتحالفون مع أمريكا هم الأخيار، بريطانيا وبعض الدول الأوروبية. والمعادون لها هم الأشرار في الوطن العربي، حماس في فلسطين، المقاومة اللبنانية والعراقية والأفغانية وإيران وكوريا الشمالية، محور الشر. وهي العقلية الاستعمارية العنصرية القديمة نفسها وقسمة العالم إلي عالم حر وعالم ما وراء الستار الحديدي.
وقامت حركات التحرر الجديدة في أمريكا اللاتينية علي أكتاف الاشتراكية التي ظن المدافعون عن النظام الرأسمالي أنها قد قضي عليها إلي الأبد دون تمييز بين الاشتراكية كهدف والشمولية الهيجلية والداروينية كوسيلة. فقد صمد هوجو شافيز وعاد إلي الحكم في فنزويلا بعد محاولات أمريكا التآمر عليه للإطاحة به. ونجح لويس ايناسيو في البرازيل حاملا لواء التنمية المستقلة. كما نجح ايفو موارليس علي أكتاف الثقافة الوطنية وباسم السكان الأصليين الذين استأصلهم الاستعمار الغربي باسم الاستكشافات الجغرافية. ولكن مازالت الثقافة الوطنية هي الحامية للشخصية الوطنية، والحاملة للأيديولوجيات السياسية للاستقلال الوطني. وهو ما حدث في فلسطين تماما بعد ذلك بخمسة قرون بالإحلال السكاني والاستيطان، شعبا مكان شعب عن طريق الهجرات. ونجحت ميشيل باشيلي في تشيلي، امرأة وطنية تبطل الادعاءات عن أوضاع المرأة في العالم الثالث، وجعلت نصف أعضاء حكومتها من النساء، نساء وطنيات للحفاظ علي حقوق الطفل وليس النساء العاريات، نساء الإجهاض والشذوذ. لم تعد كوبا وحدها، وهي ما تبقي من العهد الجميل في الستينات. بل أصبحت بؤرة تلتف حولها دول أمريكا اللاتينية لإحياء هذا العصر البطولي. ونيكارغوا في الطريق. وبُعث جيفارا الذي استشهد في 1968. وبعث الليندي الذي قتلته المخابرات الأمريكية وهو يدافع عن الديموقراطية في قصر الرئاسة في 1973.
ولما كان الوطن العربي والعالم الإسلامي مواكبين لحركات التحرر في أمريكا اللاتينية في الستينات فإنهما أيضا يواكبانه بعد ما يقرب من نصف قرن بعد أن تعود إليه روحه الوطنية ونضاله من أجل الاستقلال في حركة استقلال وطني ثانية ومد ثوري ثان. بدأ ذلك أيضا بأسلوب ديموقراطي وليس عن طريق انقلابات عسكرية أو ثورات شعبية. وكان الحامل لذلك ليس الاشتراكية وغيرها من الأيديولوجيات العلمانية للتحديث بل الإسلام السياسي أي الموروث الشعبي الذي أصبح الرافد الرئيسي للثقافة الوطنية. حدث ذلك في مصر بنجاح الإخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية، وفي فلسطين بنجاح حماس، وفي لبنان ممثلا في حزب الله والقوي الوطنية الأخري المعادية للولايات المتحدة الأمريكية، وفي المقاومة العراقية التي تسيطر علي الحياة السياسية والمدنية في العراق، وفي أفغانستان التي مازالت تقاوم العدوان الأمريكي، وفي الشارع الباكستاني المناهض للهيمنة الأمريكية والنظام المتحالف معها، وفي إيران في التيار المحافظ الذي يمثله رئيس الجمهورية والمرشد الروحي والتمسك بالاستقلال الوطني والحق في امتلاك الطاقة النووية وإسرائيل مدججة بالسلاح التقليدي وبجميع أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك السلاح النووي، وفي تركيا لدي جموع الشعب ممثلا في حزب العدالة والتنمية، وفي المغرب ممثلا في الحركة الإسلامية في حزب الاستقلال وحزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان. كان الإسلام والعروبة والوطن هي العناصر الرئيسية الثلاثة المكونة لحركات التحرر الوطني في ربوع الوطن العربي. فما تقوم به الاشتراكية والثقافة الوطنية في أمريكا اللاتينية يقوم به الإسلام والعروبة في الوطن العربي والعالم الإسلامي. والوطنية هو القاسم المشترك بينهما. فهل يستطيع "لاهوت التحرير" أن يربط بين المنطقتين. فيُبعث من جديد. ويعود كاميلو توريز، وبوف، وجواتيرز، والأسقف روميرو، وهلدا فون كامارا رواد لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية، والأفغاني والكواكبي وعلي شريعتي واليسار الإسلامي والإسلام التقدمي في العالم الإسلامي من جديد كحامل لموجة جديدة من التحرر الوطني في مواجهة الموجة الجديدة للهيمنة الأمريكية؟

Azzaman Newspaper --- 2328 Issue --- 11/ 2 / 2006

جريدة (الزمان) --- العدد 2328 --- 11 / 2 / 2006
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإشتراكية والإسلام.. التاريخ هل يعيد نفسه؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحـــ الملائكــــــــة ــــلام :: فكـــــــــــر-
انتقل الى: