منى التميمي .. بين بياض العاطفة .. وعاطفة السحاب

مدخل
في ليلة ممطرة
وحين خاطبتني .. عاطفتي .. أحببت أن أنقش
كلمة .. أحبك .. على غيوم تزين السماء
حتى تزين قلوب البشر ..!!


على الطلل الممرد بانبعاث النايات الملبدة بالحب والمطر ..
وعلى تسابيح الغيوم وكسف الضوء المبعثر بين الآلاء
مدخلٌ إلى " قلوب البشر " أو ربما إلى السماء ..

" يوم ..
تلحفه غيوم الحب ..
تزينه قطرات الأشواق ..

جلست على عتبة بيتنا ..
متكأه على باب .. أماننا ..
رافعة برأسي إلى .. العلا ..

شعرت وكأن السماء تلف ذراعيها
لاحتضاني ..
همست لي ..
مالذي يجول في خاطرك ..!! "


التحاف .. تزين .. عتبة .. اتكاء
احتضان .. همس .. خاطر

كان لهذه المفردات وطئها المرتعش على جنبات اللحظة
وكان لتتابعها بهذا الترتيب أثر بديع في تجسد اللحظة الشعورية الممزوجة بالغربة والجمال بآن واحد
زاد من ذلك استدراك علاقة من نوع آخر .. تشبه إلى حدٍ ما علاقة الكأس والنديم .. حيث ابتدأ السفر في الحوار الأقصر من لحظة الكلام على قبلة ندية مهدت لتنفس أعمق :

" قبلتها بصدق ..
ومحبة قلب ..

قلت لها..!!
أريد ان أنقش كلمة الحب على
صفاء / نقاء .. بياضك ..!!
أريدها أن تمطر كقطرات ..
تتخلل قطرات المطر ..
أريد أن يتسامر الناس بمطر
الحب ..!!

اتكأت السحب على جمال
روعتها..
لفت ذراعيها وأجلستني ..
بحضنها ..
ابتسمت لي .. وهمست ..
طاب لي حديثك ..
لكن ..؟
لما تريدين هذا ..!!؟ "

من الملاحظ أن الكاتبة ـ عفواً ـ أعني الخاطرة كانت على قدر من الانسجام حاولت الخروج منه بهدوء " ابتسامة " أيحاءً بتناغم اللون الهادئ لخلفية اللحظة الرومانسية ..
" بادلتها الابتسامه "

ثم اغتنمت فرصة الخلوة الآمنة لتدعو إلى رسالتها النبيلة ..
وتابعت ذلك محافظة على الجو الهادئ جداً للنص :

" وهمست "

حيث أضفت الموسيقا هنا بعداَ نبيلاً .. وألقاً أحمراً هادئاً نفث طاقة هائلة من الإحساس بالهدوء
من ثمَّ أردفت تبلغ دعوتها الملائكية :

" أريد أن ألحف قلوب الناس
ومشاعرهم ..
ببياضك ..
أريد أن أذيب حقد القلوب ..
أريد أن أصدق النيات ..

أود أن يتنفسوا هواء الحب ..
ويعيشوا حياته ..

أريد أن يتصدر قلوبهم ..
ويتوج أنفاسهم .. "


وبعد هذه العاصفة الهائجة من الرغبات المتقدة
عودة خاطفة إلى المنظر الأول .. حيث السماء تسترسل مبتسمة :

" ابتسمت لي سماء دنيا
قائله ..
أتريدين أن تحولي روعة قطراتي ..
إلى حرب بيني وبين ما يتحلى به
قلوب البشر ...!!؟ "

ولم تكن متوقعة ــ ربما ــ هذه النظرة أكثر من ذي قبل
فجاء الرد بتناغم جميل عبر عن مدى الارتباط المتناسق بينها والسماء ويستمر الحوار :


" قلت لها لا ..!!
لكنك حين تمطرين ..
يذوب الحقد ..

تجلت عبارات الاستفهام ..!!؟؟

قلت ..
أليس البشر ما أن تتظلل الدنيا ببهجة
سحابك ..
حتى نجدهم يتسلبقون .. إلى الخارج ..!!
معانقين ... إياك ..!!

قالت بلا ..
فقلت ..
فكيف تحولينها إلى حرب ..!!
ما أن تمطرين ..
حتى نجد جمال البسمات .. تزين نفوسهم
فتغسل مابقلوبهم ..
دون أن يشعروا ..!!

إلى هنا ينتهي الحوار باكتفاء مناسب ـ دون إطناب أو تكدس وتكرار


الخاتمة :

" عانقتني وهمست ...
يالروعة تفكيرك ..!! "

في الحقيقة جاءت الخاتمة مفاجئةً بفعل " العناق " والهمس
وربما كان الأجمل لو كان خروجاً تدريجياً للمحافظة على الهدوء البطئ وخلفية النص
" وطبعاً هذا من زاوية خاصة "


مخرج
ومثل اليوم
حين خاطبني عقلي
أحببت أن أنقش عبارة ...
((ووسعة رحمتي كل شيء))...
لأجــــل .... !!!!!!!!
يطول الحديث .... فالصمت .. أفضل ..!!


ختاماً :

كانت شخيات النص متلائمة جداً ومضمون النص ورسالته .. وليس ذلك غريباً على كاتب من هذا العيار ..
ولكن هذا المرور لم يكن سوى توقيع حضور لا أكثر ..

وإن كنت قد أبحرت بعيداً عن ما أرادت الكاتبة إبلاغه فإن ذلك لا يدل إلى على جمالٍ آخر ,, وهو عالمية النص وتعدد خصوصياته ..

أخيراً .. تقبلوا مروري .. وبفارغ الحب أنتظر مروركم
دمتم