،تقديم .. بقلم / الأميرة ليال
إطلالات كونية ٌ ، من خلَلِ السحاب ، وخلَدِ الودْقِ ، ليس لها من الأمرِ شيئٌ إلا أنها نـدّتْ عن لحظاتٍ آيلةٍ للبقاء ..!
ليــال : ـ
لم تحترق بقيا فراشات الخيال وما احترق
ما زلت تلمح عودة الظل الصليبِ
على الشفق
ورؤاك تنحت في الصقيع
وحلمك الحبرُ احترق
مروان الغفوري :ـ
و غداً أعودُ ..
غدا أعود الى الورقْ ...
وأعانق الألم الرهيف / على ضفاف من علق
و غدّاً نصلي في سجون الحلمِ أغنيةً تضجُّ بها الحدقْ
و غداً أرى في ناظريكِ عيونَ عاشقتي
التي كعِبت على خيطِ الألق
لا تتركي في العمر منتجعاً لأوردةِ الدموعِ
و لا تعافَ تروسُ بيدركِ المُزَقْ..!
ليــال : ـ
اذهب عليك رداء أغنية قديمٌ
هل يقيكَ البُعدَ في حُرَقِ النحيب ؟
ديارك ابتعدت وراءك
وابتعدت عن الينابيع التي
لثمت هواءك بالحليبْ
سماؤك اكتهلت
و شاب الغيمُ في وجناتها المغرورقاتِ
هنا
و شارف عمرها وقت المغيب
اذهب بعيدا باتجاه الليل
يحرس ظلك الحافي أساي
و به المواويل الحزينة والضياع
والليل يحرس وحشة
الغرباء إن ضلوا السبيل َ
الى الحياة وأقفروا
لكنه لا يستطاع
يا قارعا أبواب هذا
الكون لا أحداً هناك
أحزان روحك لم تزل
في الناي صامتةً
تحدّق في كتابك كي تراك
أنت الذي يبكيك في
الأنواء أيلول الهلاك
مروان الغفوري :ـ
أنا ما طرقت الباب لكنّي على ظلمات هاويتي أصيح
وعلى خيام الليل أغفو
حين تكتملُ الفصولُ ، فأرتقي بعواء ريحْ
لا تشنقي قلبي على صفصافةٍ
عند الغروبِ
لا تتركيني قابعاً في عزلتي / وجعَ الغريبِ
أنا لا أريدُ من المقامةِ غيرَ أرملةِ الضريحْ !
لا تتركيني عند باب الوجدِ
أحمل فارسا من وهم آلْ
وأسيح أبحث في نوافذ صمتكِ المتوكئاتُ سنونهُ بجفونِ سالْ
و يكونُ - ثمّ- صراخُ ريحْ.
ليــال : ـ
يا فارسا أبصرت في عينيه معبدنا الموشى
بالدموع المقعدات
ورقية الشعر الجريح
أتراك تحمل في يديك
سحابة تسقي عرايا
الجوع في ألم
القصيدة ..أو تريح
مروان الغفوري :ـ
لو أنت ترتحلين في جهة المآذنِ
لو أنت تأتلقينَ في كف الغريبْ
لشققت نصف الكون إسورةً لجيدك
والتحفت العالم المكلوم
بين يديكِ خافقةَ القلوبْ
لو أنتِ في صمتِ الهلالِ بصُرتِ بيْ
و مددتِ كفّكِ يخضرُ الزرّاعُ بي
و هطلتِ كالدمعِ السكيبِ على الظلالِ المتعبِ
لو انتِ ..يا ليلَ العواصمِ
أولّ الغادين بي ...
لو...
ليــال : ـ
لو أنت ترجع من
غيابك يا غريب
لجدلت ورد ضفائرى
حبقا لأغمر وجهك
الباكي وأرخيت السنابل
من صبا عمري على
عينيك يا قمري الحبيب
لو أنت ترجع كنت
طرزت المحارم
بالحمائم كي أضمك
زهرة ورسمت من
روحي على المنديل
ساعات المغيب
مروان الغفوري :ـ
لو أنت ِ ..
كالعمرِ المسافر بين مقلتكِ الدميعةِ
و السؤال ْ
لو أنتِ سهّدكِ الرويُّ و رفّ في ردنِ القصيدةِ كاليدينِ على الوصالْ
لو أنتِ بعضُ العامريةِ
إذ تؤولُ إلى الزوالْ ...
بل أنتِ فجرٌ من دجونِ فجيعتي يهمي
و من كفِّ المذلةِ حاملاً سننَ الظلال ..
فرقَى
و من خدّ الفيافي الضامراتِ دجىً أمالْ
يا أنتِ ..
يا وجل البراقِ إذا امتطاهُ الخُلْدُ
يا سعَفَ المدامةِ ، و الزلالْ
يا أنتِ ..
من كل الطقوسِ إليّ
من كل الجهاتِ ...
و كل غاديةٍ على شفةِ المحال ْ ..
ها قد توقّد في مرابعكِ الشراعُ ..
فأوقدي في مقلةِ الشعرِ الرحال ْ..!
مروان الغفوري :ـ
خاتمة الأبواب :ـ ( و ماذا تغني عنا الأبواب ... و الكون سديمٌ واحد )
بل فادخلوا من كلِّ بابْ
و استلقفوا الخطوَ المسافرَ في اليبابْ
إن كان يغني ما يلقنُنا أبي ،
فلأن أمنيةً عِذابْ
شدت على خصرِ المسافرِ ما يمسِّكُ من جوابْ
و لأنّ في سورِ المدينةِ ألفُ جاريةٍِ
خصفنَ على السبيلِ عيونَ ميدوزا ...
تُحدّثُ بالكتابْ !
فلتدخلي يا مقلةَ الورقِ المظللِ بالسحاب ْ
فرفعنَ في كُمّ الحياءِ الثرِّ
أدعيةً
كأن حداءَها صدفٌ تدلّلَ باسماً بعيونِ غابْ
يا أنتِ ...
يا كل الرحيلِ إلى الرحيل إلى الرحيل ِ إلى الرحيلِ
إلى الجواب ...!
موضوع: مع ليال في أزلها الأول 
الجمعة يناير 04, 2008 3:04 pm