أحـــ الملائكــــــــة ــــلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحـــ الملائكــــــــة ــــلام

a { cursor: url(http://patmax.info/curseurs/fee2.cur) ; }
 
التسجيلالرئيسيةأحدث الصوردخول

 

 ولّيتْ ، كنت القمر فتّحْ بقلبي وتم ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هيثم التميمي
مدير المنتدى
هيثم التميمي


ذكر
عدد الرسائل : 132
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 28/11/2007

ولّيتْ ، كنت القمر فتّحْ بقلبي وتم .. Empty
مُساهمةموضوع: ولّيتْ ، كنت القمر فتّحْ بقلبي وتم ..   ولّيتْ ، كنت القمر فتّحْ بقلبي وتم .. I_icon_minitimeالجمعة يناير 04, 2008 3:05 pm



--------------------------------------------------------------------------------




ما بين الجدار والرصاصة وطن يُسرَج ..ثعالب في كروم نامت نواطيرها تعبّ من دم الشرائع والقيم وترتل الشهداء قطرة قطرة...أغصان زيتون تسّاقط كالهدب وتغصّ بعظام أبنائها.. وحجر يستريح عند قبر أكول لشفاه تتهجا فلسفة الصمت ورقيم الذل في تابوت شرقي رُصّعت مساميره بالنبوءات...يحرّض القتلى على ديدان المقابر

بغضب مترمل..اعتلى الهاتفون الأكتاف والأعناق واختلط صوت النبض بصوت أقدام تدوس حقولا من الدمع وخيوطا من دماء من سبقتهم رؤوسهم إلى الفجر..أدرك أنه يسير وسط مظاهرة...:يا لهم من حمقى.. هل سيغيّر صراخهم هذا نواميس الكون؟!!"...تناثرت سحب الدخان..ظهروا أمامه بخوذاتهم اللامعة وعصيانهم المنتفخة وانهالوا عليه بها....ركلوه بأقدامهم ودفعوه إلى جوف العربة... وجد نفسه ملقى وسط زنزانة وظلال مساء تهبط مهّومة كطيور الخريف...وعيناه تتابعان الغبار المضيء الذي ترسمه حزمة من النور القادم من كوّة في أعلى الجدار.

بدأوا استجوابه... أنكر كلّ صلة له بالمظاهرة وأنشج أمامهم كطفل أضاع أمه في زحمة المدن..لم يجدوا ما يدينه فأطلقوا سراحه..وعندما وصل إلى الحي استقبلوه كمناضل كبير .. .صافحوه بحرارة وحملوه على الأعناق.....وناموا على أمل أن يحتضنوا كل يوم بطل مثله في وطن صار أضيق من راحة اليد.

ويفيق الصبح مكسورا كلوح زجاج على أصوات انفجارات تتوالى..تتبعها رشقات رصاص أعمى تترجل فوق البيوت وعيدا ووعودا..تهرع والدته إلى النافذة....تحملق مذعورة في أرتال نحاسية أحاطت بالحي من كل مكان...تصبّ دعواتها لهم صلاة وتناشد الله أن ينصرهم.....يقطع دعاءها نقر على الباب..شاب يندفع إلى الداخل

- هل يمكنني الاختباء هنا؟
- أخبؤك بين أهدابي .

يمدّ قلبه ليعانق قلبها..يلفّ عنقها بشال من القبل..ويشرق في وجهه زبد الذاكرة كخيوط حارس الليل على صفحة غدير رقراق...ذكر أمه التي تحمل عمرها في الجبين دروبا وحلما تيبس حتى انكسر..كيف كانت تفرش بسمتها له كي ينام و تغطي خوفه بفرو أغنية في ليل الهلع ويتم الأوطان.




يُمّـــه مــوالي الهـــوا
يُمّــــــه مــواليـــا
ضـــرب الخنـــاجر ولا
حُكْــمِ النـــذل فيّــــا



تزيح أريكة من مكانها ليظهر باب قبو لتخزين المؤونة...ينزل إليه....تغلقه بإحكام وتعيد الأريكة إلى مكانها..وقع خطواتهم في الخارج يعلو شيئا فشيئا..يخلعون الباب قبل أن تصل إليه

- إرهابي تسلل إلى هنا
- ما من أحد هنا
- كاذبة ..لقد فتشنا جميع منازل الحي ولم يبق الا منزلك.. الويل لك إن وجدناه.

ابنها يصرخ كفأر مذعور في الغرفة المجاورة..يخلع الهول إطراقتها وتهمّ بالنهوض.. لكنها تتذكر ذاك الذي مسح المجد جبينه كبشارة فجر لم يبزغ نوره.....تتسمّر في مكانها كنجمة تخرّ قبل أن تدرك محاقها

يقودونه إلى الخارج... ينظر إليها متوسلا "أماه قولي لهم أنني لست من يبحثون عنه"
تموج في عينيها مناديل تحاصر دمعها كصلاة تتعلق بأذيال غيمة حبست مطرها ""سامحني فهو أيضا ولدي"

في دخيلة صمتها المستغيث تعلك دموعها وتبلع صرير الوجع المتصاعد من خفق الجوانح..ولكن حين الصمت يمتص الكلمات أين تصير خاصرة العاصفة؟...تودعه بكسرتين من شفق حتى يغيب..ثم تطلق صرخة تدغدغ جدران الغرفة.




ولّيـت كِنْت القمـر فَتّحْ بقلبـي وتَمْ
والليل بَعْدك كِبِر..والأرض نقطة هَمْ
يا ريت يصفى الهوا..ليت الليالي تعود
عــا فرقِتَكْ قلبي وخيل الدار بِِكيو دمْ


ويحترق السؤال : "يا زمن الغضب..متى تفك أغلالك وتنبعث؟




-----------

ليال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhaitham.yoo7.com
 
ولّيتْ ، كنت القمر فتّحْ بقلبي وتم ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحـــ الملائكــــــــة ــــلام :: عبق الملائكة - مكتبة الشاعرة الراحلة " ليال نبيل "-
انتقل الى: