أحـــ الملائكــــــــة ــــلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أحـــ الملائكــــــــة ــــلام

a { cursor: url(http://patmax.info/curseurs/fee2.cur) ; }
 
التسجيلالرئيسيةأحدث الصوردخول

 

 سليمان الطويهر .. وفوق احتمال الخلايا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هيثم التميمي
مدير المنتدى
هيثم التميمي


ذكر
عدد الرسائل : 132
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 28/11/2007

سليمان الطويهر  .. وفوق احتمال الخلايا Empty
مُساهمةموضوع: سليمان الطويهر .. وفوق احتمال الخلايا   سليمان الطويهر  .. وفوق احتمال الخلايا I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 30, 2007 1:39 pm

أسعد الله بالشعر مساءكم ..

هنا حرف ومقلة ..
وحنين في طريق العودة .. لم يزل أبعد مما نتخيل

وقرااااءةٌ قصيرة في احتمال الخلايا .. لسليمان الطويهر ..
النص :

أحبكِ حقاً ..
ولا تسأليني لماذا أحبُ؟
وكيف أحبُ؟
فهل يـُسألُ الغيثُ كيف انهمرْ؟
وكيف أفاقتْ زهورُ الربيعِ ..
وكيف شذاها الزكيُّ انتشرْ؟

أحبكِ أنتِ ..
لأنكِ أنتِ ..

فأنتِ النسائمُ وقتَ السَحَرْ
وأنتِ الندى فوقَ خدِّ الزهرْ
وأنتِ الرياضُ..
بثوبِ المطرْ
بعطرِ المطرْ
بنقر المطرْ

تضورتُ شوقاً..
زماناً طويلاً ..
لما خَبـَّأتـْهُ سـِلالُ القدرْ
إلى أن أتيتِ بنصفِ العُمُرْ
بكفيكِ شهدٌ ..
ومهدٌ ..
وألعابُ طفلٍ..
وأحلى ثمرْ
وأرجعتِ عقربَ عُمري لنصفٍ ..
وربعٍ ..
لأحلى سنينٍ محاها الضجرْ
وغنيتِ لي أغنيات المنامِ..
وسرَّحتـِني من سجونِ السهرْ
وأركبتـِني فوق ظهرِ الغمامِ..
وأرجحتني في شعاعِ القمرْ
لأنسى انسحاقي..
وأنسى احتراقي..
وتبقين أنتِ.. بكل البشرْ!
بكفيكِ طفلٌ..
طريُّ الفؤادِ..
حييٌ..
شقيٌ..
لذيذ العنادِ..
قليلُ السفرْ

أحبكِ..
لاتهربي في سؤالٍ برئٍ :
- لماذا؟
-...وكيف؟

وأنتِ حصارٌ بمدِّ البصرْ

تخبأتُ لحناً ..فصرتِ الوترْ
وأصبحتُ شهراً..فصرتِ القمرْ

فكيف سأهربُ.. أين المفرْ؟

وأيضاً : (لماذا ؟) !!

لماذا..!
لأنكِ حين إشتعاليَ حزناً..
تصيرين دون رجائيَ ألطفْ

لماذا..!
لأنكِ حين أروغُ بعيني..
تهبـين ريحاً من الريحِ أعنفْ

لماذا..!
لأنكِ حين تروقين جداً..
ألاقي فتاةً من النفسِ أظرفْ

أحبكِ..
ليس لديَّ اختيارْ
وقد أصدرَ القلبُ هذا القرارْ..
فـ خلِّي التغابي.. وخلِّي الخـَفَرْ

فما بعدكِ..في حياتي هدايا..
ولا قبلكِ.. في حياتي هدايا..
أحبكِ..
فوق إحتمال الخلايا..

وفوق الأماني..
وفوق الخيالِ..
وحدَّ إغتيالي..

أحبكِ..
فوق التشابيهِ..
فوق البلاغةِ..
فوق الصُوَرْ

أيا أمراةً
غيـَّرت لي حياتي..
ولونَ حياتي..
وطعمَ حياتي..

أيا أمرأةً
أصبحت لي حياتي..

أحبكِ..
لاتسأليني لماذا..

فهذا قضائي ..
وأغلى قـَدَرْ !



2004 م
__________________



وُجد " سليمان الطويهر " في قصيدته " أحبك فوق احتمال الخلايا " ثائراً على ذاته بكل شمائل الثوار .. ونزعات الرافضين لكل مكابح الحب .. وأقراص الغبار ..
فقد كان لصوته مسحة شفافة من الألق المنقع بماء السماء ، ، ونزعة تراجيدية رومانسية تضمنت في نفس الوقت وهجاً صارخاً من قوة الفكرة .. وسيمفونية بديعة من العاطفة النبيلة فامتلك بذلك خصوصيته المميزة ، والتي صنعت منه كتلة من القصيد .. وبحراً من السكون ..


أحبكِ حقاً ..
ولا تسأليني لماذا أحبُ؟
وكيف أحبُ؟
فهل يـُسألُ الغيثُ كيف انهمرْ؟
وكيف أفاقتْ زهورُ الربيعِ ..
وكيف شذاها الزكيُّ انتشرْ؟


في مطلع النص استعرض الشاعر عاطفته " أحبك "
بقوة وديعة مستخدماً في ذلك لفظ التأكيد " حقاً "
ثم بادر إلى اختزال كل مظاهر الدهشة حيث أردف سريعاً :.. " لا تسأليني لماذا أحب وكيف أحب "
مبرراً ذلك ببراااااءة في قوله " هل يسأل الغيث كيف انهمر .. " إلخ المقطع ..

وقد تكونت البنية التعبيرية في صوته الشجي بالإضافة إلى العاطفة المفعمة باستدعاءاتها الرومانسية .. تأمل هذه الصورة الكلية التي شكلها على خلفية الأسئلة المتداعية .. :


فكيف سأهربُ.. أين المفرْ؟


وأيضاً : (لماذا ؟) !!
ثم شرع في تلوينها بأجوبته المسترسلة


لماذا..!
لأنكِ حين إشتعاليَ حزناً..
تصيرين دون رجائيَ ألطفْ

لماذا..!
لأنكِ حين أروغُ بعيني..
تهبـين ريحاً من الريحِ أعنفْ

لماذا..!
لأنكِ حين تروقين جداً..
ألاقي فتاةً من النفسِ أظرفْ


مكرراً بعمق لفظ " لماذا " فمازال هاجس النزوع إلى عالمه المتفرد يتردد قبل صداه .
بعد ذلك يقدم الشاعر عرضاً تفصيلياً ..


أحبكِ..
ليس لديَّ اختيارْ
وقد أصدرَ القلبُ هذا القرارْ..
فـ خلِّي التغابي.. وخلِّي الخـَفَرْ

فما بعدكِ..في حياتي هدايا..
ولا قبلكِ.. في حياتي هدايا..
أحبكِ..
فوق إحتمال الخلايا..


ومما يبدو أن الشاعر كرّر نفسه بصوت آخر بتكرار الصورة ذاتها في المقطع التالي حيث عاد من جديد إلىالإجابة عليه ليضفي بذلك لونا آخراً من الرضى


لماذا..!
لأنكِ حين إشتعاليَ حزناً..
تصيرين دون رجائيَ ألطفْ .. إلخ


فالقافية الجديدة متمثلة بحرف الروي " حرف الفاء " لم تكن ملائمة ــ إلى حدٍ ما ـ مع القافية الأولى فكونت صوتاً جديداً يغالب كل التداعيات السابقة .. ومتابعاً لتلك الأجوبة المتتالية والتي أسهبت كثيراً في تأطير الصورة العامة بالكثير من اللمسات المكررة .. مضموناً ..


أحبكِ..
لاتسأليني لماذا..

فهذا قضائي ..
وأغلى قـَدَرْ


وفي ختام النص لا يزال الشاعر مسترسلاً عناده الشامخ .. مستمسكاً بذلك على وحدة مشاعره المتأصلة في ذاته كونها قدره الأغلى .. وعالمه الأسمى الذي لطالما لم يكن فيه كما أحب أن يكون .

ختـــــــــــــــــــــــــــاماً ..لقد قدم الشاعر نصاً راقياً ـ بكل عناصره الجزئية إلى حد كبير ـ نحو مستوى الحدث ..
وأخيرا " فلم تكن الرومانسية هروبا من مواجهة الواقع ، ولا استغراقا في اليأس والإحباط ، وإنما كانت إطارا فنيا لتجربة إبداعية حقيقية." ..




كان هذا مجرد مرور لا أكثر .. وأنا بانتظار مروركم ..
فهذا الحرف يستحق منا المرور .. ولو بعبق إعجاب ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alhaitham.yoo7.com
 
سليمان الطويهر .. وفوق احتمال الخلايا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أحـــ الملائكــــــــة ــــلام :: نقد-
انتقل الى: