معذرةً رفيقي
لان المرض كان أقوى مني ومنك
لاني عجزت حتى أن أعانقك..
كم يستلذك المرض
وكم تناهبت جسدك النحيل أظافر الحمى
همساتك المتسربة
من بين سواقي الحلم والفجر وستائر النعاس
وأصوات الجن التائهون فيك
ونظراتك المليئة بالبؤس
تمد يدك في غير هدى
فأعانقها وأتمنى أن أملأها
ولكني لست كافياً....
معذرةً رفيقي ..
فدمعي لم يرح جانبيك ولم يطفئ نار دموعك الاهبة...
وقفت عاجزاً عن كل عاطفة
وعن كل حب
ولم اقترب منك حتى لاأذوب في لحظات العناق الطويل..
والدموع الحارة..
وقفت بعيداً بعيداً
وذاب كل شئ في شفتي
وأكتفيت بمراقبة الغروبِ المار في عينيك
كانت الحمى تنهب من وجهك أشراقه
وتمتص من عينيك النضارة
وترمي عليك حجار الافول..
كم أكره ذاك الافول
تمر خرائط الطرقات واللحضات
في عينيك
وتختزل المرافئ الدامعة
والليالي المطيرة
وعذابات الحب
وليالي الشجن
كلها في تنهيدةٍ سكرى واحدة...
معذرةً وإن يخجل بين يديك الاعتذار
ما أقسى الحمى
أقسم بكل تلألأت عينيك
أنها لو رأتك لبكت بين يديك وطلبت الاعتذار..
التاعسون إخوتي ( أخوتك )
يبكون خفيةً
وكأنهم أبناؤك
حتى أنا كنت أحد أبنائك الواقفين أمامك..
أرنو بعينيَّ بعيداً وأمسح الدمع من أعينهم
وألعن مليون مرة لحظات الصمت القاسية..
ما أقسى أن يلهبنا سياط الخوف
والبحث عن حلم في جوف الصراع
معذرةً رفيقي..
لاني كنت كالطفل وأخوتك الصغار
لأ أني لم أبكي
ولم أعانقك طويلاً ..
حسدتهم
تمنيت لو كنت ( أنهار الصغيرة )
لأرتمي على سا عديك
وأطفئ ما تبقى لي من حب على صدرك....
ويشرق الفجر..
__________________