أيمن
غطت سمائه الطائرات
ودمرت أرضه المدرعات
ويتمته عناقيد القنابل
هناك...
أيمن
قُصف قبل أن يُدفن مرتين
وانطفأت هنالك
في سمائه نجمتان
نجمة للحياة .. ونجمة للحب
كان غصن زيتونٍ
وعصفورٍ ..
وشيئٍ
من شقائق ياسمين
يرقبون أيمن
بعيون لاهفة
ركضت قدماه الصغيرتان
بخطىً عاجزة
بعيونٍ
ترقب الموت
وكان وجهه يصرخ
كان وجهه يصرخ
*****
تناثرت أجزاء أيمن
في كل الطرق
تناثر حلمه
دمه
تناثر كل شئٍ في تمزقه
تناثر كل شئٍ
غير صرخته
0000
حين حملوا جنازته
لم يرى بين أهله أبويه
فعاد كي ينام
طارت أمامه الحمام
وتلبدت الغيوم
قصفت جنازته
والأهل والحمام
كان تابوتاً واحداً
يحمل اسم .. " أيمن "
أما الآن
فقد صار أكثر
سارت خلف جنازته
الأرض والشجر
وسارت كل قوافل الحب
وسار القمر
وسار القدر
وحتى الحجر ..
*****
أيمن ..
لا تحزن كثيراً
فما زال الأحرار
يملأون الأرض
يقارعون الهمجي
أينما رحل
ستظل صرختك
توقد فيهم الأمل
وتبعث الروح
في كل ثائر
ستوقظهم
في الجبال
والغابات
وستبعثم
من كل
ثقوب الحرية
وسيولدون
من كل مسامات العدم
...
أيمن ..
في عالم غير هذا
ستشهد قذيفتهم
ثم تبكي
وستكون البندقية حاضرة
و حتى غصن الزيتون
وأمنيات الجرحى
حين يستشهدون
وسيتلوا الأطفال أغانيهم
حين يموتون
ودموع الأيتام
حين ينامون
أيمن ..
يعرف ذلك
يعرف ما في غده المكنون
يعرف أن الطلقة
قبل أن تخرق جسداً
تطلق روحاً
أو تطلق فكرة ..
يعلم أن الموت
شرارة ثورة
يعلم أن حياته الطاهرة النظيفة
أطول من عمر القذيقة
أيمن ..
فلتبق ابتسامتك
لنا
تضئ طريق رايتنا
وتزيل ظلام الوحشية
تقرأ للأطفال
أغانيهم
وتصنع فجراً
للحرية ..
وتزيل سماءً
بدخان الحرب رمادية
بدخان الحرب رمادية
فبراير 2007م